وزيرة الأسرة تفتتح ندوة علمية حول “الطّاهر الحدّاد مُصلحا اجتماعيّا ونصيرا للمرأة التّونسيّة”

في إطار الاحتفاء بمرور تسعين عامًا على وفاة المفكّر والمصلح التّونسي الطاهر الحدّاد، أشرفت السيّدة أسماء الجابري، وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السّن، يوم الجمعة 5 ديسمبر 2025 على افتتاح الندوة العلمية التي ينظّمها مركز البحوث والدّراسات والتّوثيق والإعلام حول المرأة "الكريديف" بمقرّه بالعاصمة حول "الطّاهر الحدّاد مُصلحا اجتماعيّا ونصيرا للمرأة التّونسيّة".

وأكّدت الوزيرة حرص الوزارة من خلال برامجها الأفقيّة على تجسيدِ مبادئ المساواة في المواطنة وفي الحقوق وفي الواجبات في ظلِّ ما يُكرّسه دستور تونس والتزام بلادنا بعدم التّراجع عن حقوق المرأة طبقا للخيارات الوطنيّة التي يرسّخها سيادة رئيس الجمهوريّة، الأستاذ قيس سعيّد بهدف دعم حضور المرأةِ في جميع المجالات وتثمين أدوارها في مختلف مراحل الحياة وفي جميع الفضاءات والجهات، مبيّنة العمل على توجيه التّنشئة لبناء مجتمع متماسك ودامج تحمل أجياله نفس الفكر المستنير في الدّفع بمكاسب المرأة التّونسيّة داخل الأسرة وفي المجتمع.

وأفادت أنّ الطاهر الحدّاد الذي نادى بتعليم التّونسيات قد استبق حضورهنّ المتميّز كمّا ونوعا في جميع مجالات العلم والمعرفة والإنتاج والابداع والإضافة لمسيرة البناء والتشييد لتونس جنبا إلى جنب مع الرجل، مبيّنة انفتاح الوزارة على دعم الشراكات مع الفضاءات الجامعية والفكرية والثقافية للاستئناس بالقراءات العلميّة للواقع الاجتماعيّ وللتعاون معها من أجل تحقيق التغيير والأثر.

وتمثل هذه الندوة العلميّة لبنة أولى لمبحث جديد ومبادرة علميّة معرفيّة متعدّدة الاختصاصات ينطلق مركز "الكريديف" في إنجازها حول رجالات تونس المناصرين لقضايا المرأة في الفترة الزمنيّة الممتدّة من 1856 إلى 1956، ويتضمّن هذا المشروع الجديد بعدا توثيقيّا يتضمّن سير ذاتيّة للرجال الذين ناصروا النساء خلال هذه الفترة الزمنيّة وبعدا تحليليّا متعدّد الاختصاصات لدور الرجال وآثارهم في إرساء حركيّة فكريّة واجتماعيّة على الصعيدين المحلي والوطني.

وتناولت هذه الندوة العلميّة العمق التاريخيّ لمناصرة الرجال لحقوق النّساء في تونس وتثمين الرصيد الفكري للطاهر الحداد في عمقه التاريخي وامتداداته الحقوقية والسوسيولوجيّة وكجزء من فلسفة الإصلاح الاجتماعي الوطنيّ، إلى جانب الاستئناس بمقاربة الطاهر الحداد لمناصرة حقوق المرأة من خلال قراءاته في المرجعيّة الدينيّة والثقافيّة وامتدادات فكره حول حقوق المرأة في بناء المجتمع التونسي والدولة الحديثة.

وتوزعت مداخلات الباحثين/ات على محورين رئيسيين تناولت الطاهر الحدّاد كمصلح اجتماعي ودوره في تجديد الفكر الإصلاحي التّونسي وكنصير للمرأة التونسية وأثر فكره في تحديث المجتمع.

كما تم بالمناسبة تقديم فيديو باعتماد تقنية الذكاء الاصطناعي يحمل رسالة رمزيّة للطاهر الحداد وتنظيم معرض يتضمّن مخطوطات نادرة للطاهر الحداد ومقالات صادرة عنه في الصحافة المكتوبة الوطنية وعناوين مختارة من الكتب من مكتبة "الطاهر الحداد" بمركز الكريديف.