بيان وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في الوسط الريفي 15 أكتوبر 2025

تحيي تونس بكل اعتزاز اليوم العالمي للمرأة في الوسط الريفي الموافق لـ15 أكتوبر من كل سنة الذي أقرّته الجمعيّة العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها 136/62 المؤرخ في 18 ديسمبر 2007 وذلك إيمانا منها بما تضطلع به النساء والفتيات في الأوساط الرّيفيّة من أدوار متقدّمة ومساهمة فاعلة في تعزيز التنمية الوطنيّة والمحليّة.

وتعمل تونس في إطار خيارات سيادة رئيس الجمهوريّة الأستاذ قيس سعيّد على تعزيز الدّور الاجتماعي للدّولة وتكريس رؤية وطنيّة شاملة تدعم التّماسك الأسري وتؤصّل القيم والثّوابت المجتمعيّة لدى أفراد المجتمع وتحمي حقوقهم طبقا لأحكام الدستور، وذلك عبر بلورة سياسات عموميّة وبرامج تنمويّة وطنيّة تراعي التحوّلات الاجتماعية والاقتصادية وتكرس مبدأ العدالة الاجتماعيّة والتّدخّل المدروس لتقليص الفوارق بين مختلف الفئات والجهات.

وقد تجسّد هذا التّوجّه السّامي، المبني على إرادة حقيقيّة في النّهوض بواقع النّساء والفتيات، من خلال إصدار المرسوم الرئاسي عدد 04 لسنة 2024 المتعلّق بنظام الحماية الاجتماعيّة للعاملات الفلاحيّات، قصد ضمان ظروف العمل اللائق ومقوّمات الحياة الكريمة لهنّ إيمانا بالدّور الهامّ الذي تضطلع به النساء والفتيات في الوسط الريفي كدافع قويّ لديناميكيّة التنميّة المحليّة والجهويّة والإقليميّة وكفاعل اقتصادي رئيسي في تطوير القطاع الفلاحي وتحسين مردوديّته وضمان مقوّمات الأمن الغذائي.

كما تعمل وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن على دعم الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للنساء والفتيات في الوسط الريفي من خلال وضع السياسات التي تساهم في الإدماج الاقتصادي والاجتماعي لهذه الفئة في تناغم مع سياسة الدولة ومجهوداتها الهادفة إلى دفع التشغيل الذاتي والتقليص من البطالة خاصة لدى صاحبات الشهائد العليا ودعم الاستثمار في الأنشطة الواعدة لتحقيق الاندماج الاقتصادي والاجتماعي الشامل والعادل وذلك ضمن منهج تشاركي مع مختلف الهياكل الحكومية.

وقد تجسّد هذا التّوجه من خلال وضع البرامج والمشاريع التي تراعي الاحتياجات الخصوصيّة ومتطلبات هذه الفئة وتعزيز مشاركتها الاقتصاديّة وتيسير نفاذها إلى الموارد الاقتصاديّة والماليّة، من خلال تشجيعهن على المبادرة الخاصة وريادة الأعمال النسائية.

وقد تولت الوزارة منذ سنة 2022 احداث ودعم 40 مجمعا تنمويّا فلاحيا نسائيّا لفائدة 1200 إلى جانب إطلاق البرنامج الوطني النموذجي للإدماج الاقتصادي للعاملات الفلاحيّات الموسميّات الذي مكّن إلى حدّ الآن من تيسير نفاذ 192 عاملة فلاحيّة الى وسائل الإنتاج ومساعدتهن على الانتقال من القطاع غير المهيكل الى القطاع المهيكل وتعزيز مساهمتهن الاقتصادية في الوسط الريفي، إلى جانب مواصلة العمل على حسن استفادة النساء والفتيات بالوسط الريفيّ من تدخّلات البرنامج الوطني لريادة الأعمال النسائيّة والاستثمار "رائدات".

كما تعمل الوزارة على تقريب خدمات التكوين والإحاطة وتيسير تسويق منتجات النساء والفتيات في الوسط الريفي وذلك من خلال استحداث فضاءات للتكوين وتسويق منتجاتهن بمختلف ولايات الجمهورية وقد كانت البادرة بفضاء دجبة من معتمدية تيبار من ولاية باجة على أن يتم تعميم التجربة لتشمل كل ولايات الجمهورية.

وعملا على تسيير التّسويق الرّقمي لمنتجات النّساء والفتيات في الوسط الرّيفي على المستوى الوطني، ومعاضدة مجهوداتهن في الحفاظ على ديمومة مشاريعهن، شرعت وزارة الأسرة والمرأة والطّفولة وكبار السن بالتعاون مع سائر الهياكل الوطنيّة المتدخّلة في تركيز منصّة رقميّة وطنيّة لتيسير تسويق المنتجات النّسائيّة وتذليل العقبات التّي يواجهنها النّاشطات في تسويق منتجاتهن في الوسط الرّيفي.

كما تولت الوزارة إعداد الخطّة الوطنيّة للإدماج الاقتصادي للنّساء والفتيات في الوسط الريفي في أفق 2030 ضمن رؤية تنبثق من الدور الاجتماعي للدولة وتهدف إلى مزيد دعم مشاركتهن الفعالة في التنمية محليا وجهويا وإقليميا وتيسير وصولهن إلى الموارد وإكسابهن المهارات التقنية والرقمية بما يعزز قدرتهن على الصمود في مواجهة التحديات المناخية وضمان العدالة الاجتماعية.