في إطار احتفاء تونس باليوم العالمي للمسنين: وزيرة الأسرة تفتتح أشغال الندوة الدوليّة حول “كبار السنّ الاستثمار لفائدتهم وفي قدراتهم

افتتحت السيّدة أسماء الجابري، وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ، يوم الأربعاء غرّة أكتوبر 2025 أشغال الندوة الدوليّة حول "كبار السنّ الاستثمار لفائدتهم وفي قدراتهم" والتي تنظمها الوزارة بالتزامن مع احتفاء تونس باليوم العالمي للمسنين، وذلك بحضور السيّدة نعيمة الجلاصي رئيسة اتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي والسيد مروان بن سليمان الرئيس المدير العام للبريد التونسي وممثلي سفارة ألمانيا بتونس والمؤسسة الألمانية للتعاون الدولي GIZ والهياكل العموميّة والجمعيات والمستثمرين في مجال كبار السنّ.

وأكّدت في كلمتها الافتتاحيّة التزام بلادنا بمواصلة الجهود المبذولة في مجال رعاية كبار السنّ تكريسا للدور الاجتماعي للدولة، كما يريدها سيادة رئيس الجمهوريّة، الأستاذ قيس سعيّد، مجتمعة حول خيار إعلاء المصلحة الفضلى لكبار السنّ.

وبيّنت السيّدة أسماء الجابري حرص الوزارة على تنفيذ سياسة وطنيّة شاملة ومتعدّدة الأبعاد وتعديل برامجها الخصوصيّة لفائدة كبار السنّ بما يواكب التحوّلات الديمغرافية التي تشهدها تونس تشير نتائج التعداد العام للسكان والسكنى لسنة 2024 إلى ارتفاع نسبة المسنّين إلى 16.8% من السكان على أن تتجاوز هذه النسبة 17% في أفق سنة 2029.

كما أبرزت عمل الوزارة على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية متعدّدة القطاعات في أفق سنة 2030 تحت شعار "شيخوخة نشيطة وحياة كريمة” وإعداد خطتها التنفيذيّة الرامية إلى تكريس بيئة آمنة ودامجة لكبار السنّ وضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والصحية لهذه الفئة وحمايتها من كلّ أشكال الهشاشة والتهديد، إلى جانب تطوير الأطر القانونية المنظمة لقطاع كبار السن بمراجعة كراس شروط إحداث وتسيير مؤسسات رعاية المسنين والعمل الحثيث والمتواصل بالتعاون مع وزارة الصحة لوضع كراس شروط لإحداث مؤسسات رعاية صحيّة لكبار السن غير المستقلين.

وأكّدت الوزيرة أنّ رعاية كبار السنّ مسؤولية جماعيّة تشمل جهود سائر المتدخّلين من مؤسسات الدولة والأسرة والنسيج الجمعيّاتي والقطاع الخاص في إطار مقاربة جامعة بهدف توفير كل مقوّمات العيش الكريم لهذه الفئة، مشيرة إلى أن الفترة القادمة ستشهد افتتاح مؤسستين رعائيّتين عموميتين في حلّتهما الجديدة بكلّ من القصرين والقيروان بعد استكمال أشغال التهيئة والبناء وفق مواصفات عالية الجودة لتعزيز طاقة الاستيعاب الوطنيّة والرفع من مؤشر الاستجابة لمطالب الإيواء.

وأبرزت أهميّة استثمار قدرات كبار السنّ وإتاحة الفرص لهم للمشاركة الفاعلة والإسهام الثريّ في المسار التنمويّ الوطني والتمتّع بشيخوخة نشيطة في الآن ذاته، مثمّنة التجارب التطوّعيّة الناجحة لكبار السنّ الذين يقدمون عديد المبادرات الانسانيّة التي يستفيد منها الأطفال والشباب بصفة خاصّة وسائر شرائح المجتمع بصفة عامّة.

كما بيّنت السيّدة أسماء الجابري التوجه نحو دعم الاستثمار في مجال كبار السنّ بتشجيع القطاع الخاص والجمعيات على إحداث مؤسسات خدماتيّة تستجيب للحاجيات الخصوصية لكبار السن لمزيد تحسين الخدمات المسداة لهم ووضع برامج خصوصية لفائدتهم، داعية المستثمرين التونسيين والأجانب إلى المساهمة في تطوير هذا القطاع ومزيد الاقبال على الاستثمار والمبادرة الخاصّة لبعث مشاريع جديدة في هذا المجال الواعد والمؤثّر في التنمية الاجتماعيّة والاقتصاديّة.

واطّلعت الوزيرة على معرض انتظم للغرض يُبرز إبداعات ومنتوجات كبار السنّ في المؤسسات الرعائيّة. كما تولّت خلال هذه الندوة الدوليّة التي تنتظم بدعم من الوكالة الألمانيّة للتعاون الدولي، تكريم عدد من كبار السنّ المتميّزين في عدّة مجالات والجمعيات الناشطة في المجال.

وشهدت الندوة إلى جانب ذلك عرضا لعدد من التجارب الناجحة في مؤسسات رعائيّة خاصة بولاية أريانة ومنطقة المرناقية من ولاية منوبة، ومقترحيْن لمشاريع ألمانيّة وإيطاليّة للاستثمار في قطاع كبار السنّ بتونس. كما تمّ تقديم مداخلات حول "عمل منظمة المرأة العربية في مجال دعم دور رعاية النساء كبار السنّ" و"الاستثمار الاقتصادي والصحّي والاجتماعيّ لفائدة كبار السنّ وفي قدراتهم" و"الاستثمار في نساء ورجال اليوم لضمان شيخوخة كريمة ومستقلة" و"الاحتياجات الصحيّة لكبار السن".