قدّم الأستاذ جلال التليلي خلال الجلسة الأولى حول "مقاربة وظيفيّة للأطر السوسيولوجية والثقافية والقانونية في الوقاية من العنف المسلّط على النساء"، نتائج دراسة علميّة أنجزت على مرحلتين سنتي 2009 و2020 في ثلاث مؤسسات تربوية بمدينة تونس الكبرى، وخصصت لتشخيص ظاهرة العنف المدرسي والبحث عن أنماطه وأسبابه في تمثل الفتيات التلميذات، وشملت العينة 600 من التلميذات تتراوح أعمارهنّ بين 14 و18 سنة، إلى جانب شهادات لعدد من الإطارات التربوية والإدارية.
ومن أبرز نتائج هذه الدراسة أن العنف المسلّط على الفتيات في الوسط المدرسي يؤثر على النسق التربوي في أهدافه البيداغوجية المعرفيّة وفي قيمه الأخلاقيّة والتربويّة، وأنّ الطفلة في المؤسسة التربوية موضوع لعنف متعدّد الأشكال بطريقة مزدوجة، إلى جانب عدم توفر الحماية والمساندة اللازمتين من قبل العائلة والمدرسة لفائدة التلميذة ضحية العنف بمختلف أشكاله، موصيا بضرورة صياغة استراتيجية وطنيّة لمواجهة العنف في الفضاء المدرسي.
وفي مداخلتها حول "تشكيليات العنف العاري"، دعت الأستاذة أم الزين بن شيخة إلى تعرية العنف وفضحه وإدانته، مبرزة انطلاقا من الإنتاجات الفنيّة للرسامة ألفة جمعة الدور المحوري للفن لمقاومة العنف ضد المرأة وكسر الصمت و رفض العقلية الذكورية الطاغية وإرساء ثقافة الاختلاف.
من جهتها، أوصت الأستاذة سميرة عياد، في مداخلتها حول المحددات والمعايير البديلة للوقاية من العنف المسلّط على النساء" بحشد الرجال في مسار تكريس تكافؤ الفرص بين النساء والرجال وإيلاء أهمية لتكوين مختلف المتدخلين في المجال وإحداث تجارب نموذجيّة لتربية الأطفال على الحقوق الإنسانيّة بشكل عام وحقوق المرأة على وجه الخصوص، وتشجيع المراكز الثقافية لبعث مشاريع وبرامج للتحسيس بخطورة الظاهرة، إلى جانب مراجعة البرامج التعليميّة وتشريك الأولياء والإطار التربوي لرفع الوعي بأهمية مقاربة النوع الاجتماعي وترسيخ ثقافة اللاعنف، والدور الفاعل للإعلام قصد تكثيف الحضور النسائي في المشهد الإعلامي وتغيير النظرة التقليدية الذكورية.