دعم الوزارة لهذا المشروع النموذجي والعمل على تعميم التجربة تدريجيا على جميع المنـــــــاطق الداخلية
الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة للسياسة العموميّة متعددة القطاعات لتنمية الطفولة
بعث ثلاثة مراكز جديدة لإيواء النساء ضحايا العنف وأطفالهن في التظاهرة القادمة لـ16 يوما من النشاط لمناهضة العنف الموجه ضد المرأة ليصل العدد الإجمالي إلى 10 مراكز
تمتيع 8000 طفل تونسي جديد بحقه في التربية ما قبل المدرسية ليبلغ العدد الإجمالي 18 ألف طفل تتحمل الدولة مصاريف تربيته ما قبل المدرسية
الترفيع في عدد مكفولي الدولة المستفيدين من خدمات الإعاشة والمستلزمات الدراسية البالغ عددهم 6600 طفل تونسي
أعلنت الدكتورة آمال بلحاج موسى، وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ، يوم الثلاثاء 4 أكتوبر 2022 لدى افتتاحها أشغــــــــال اليوم الدراسي لإطلاق برنامج "تعزيز السياسات المحليّة للأمن الحـــــضري لفائــــــدة لأطفــــــــال واليافعــــــــين" الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة للسياسة العموميّة متعددة القطاعات لتنمية الطفولة وسيتمّ عرضها خلال الأسابيع المقبلة على أنظار مجلس الوزراء للمصادقة.
وبيّنت خلال هذا اليوم الدراسي، الذي ينظمــــــه مرصـد حماية حقــوق الطفـل بالتعاون مع مركز جنيف لحوكمة قطاع الأمــــــــــــن، الحرص تطوير الوضعية القانونية للطفـل وتجويدها خاصة في المستوى المحلي من خلال تدعيم مكــانة الأســرة على غرار اعتماد سنة 2019 إستراتيجية وطنيّة وخطة وطنية خماسية لتطوير قطاع الأسرة وعيا بدورها الأساسي في الرعاية والحماية والتنشئة المتوازنة للأطفال.
كما ذكّرت الوزيرة بإطلاق الوزارة سنة 2021 بالتّعاون مع مكتب اليونيسيف حملة توعويّة استهدفت بالأساس الأطفال واليافعين بالإضافة إلى أسرهم قصد نشر الوعي بأشكال العنف المسلّط على الأطفال عبر الأنترنات وسُبُل حمايتهم من التّهديدات التي يتعرضون إليها على الشبكة العنكبوتية والتعريف بآليات الإشعار المتوفرة لوضع حدّ للعنف السيبرني.
وأكّدت الوزيرة أنّه من منطلق الإيمان بدور المرأة كفاعل أساسي في الحفاظ على التوازن الأسري والمجتمعي، رفعت الوزارة شعار "التمكين الاقتصادي للمرأة هو الحلّ" وأطلقت البرنامج الوطني "رائدات" الذي يكرّس الاستقلاليّة الماديّة للمرأة وما له من آثار مباشرة على تنشئة الأطفال وحمايتهم من أخطار الاستقطاب بكلّ أشكاله.
وفي مجال حماية الطفل، أعلنت بعث ثلاثة مراكز جديدة لإيواء للنساء ضحايا العنف وأطفالهن في التظاهرة القادمة لـ16 يوما من النشاط لمناهضة العنف الموجه ضد المرأة ليصل العدد الإجمالي إلى 10 مراكز بعد إطلاق خمسة مراكز بمناسبة 13 أوت المنقضي وبعد أن كان العدد في أكتوبر 2021 لا يتجاوز المركزين الاثنين.
وأشارت أنّ الوزارة تركز في أولويّاتها على الطفولة المبكرة والطفل اليافع، وتضع البرامج الموجهة لليافعين باعتبار الظواهر التي تخصّ هذه الفئة المهمة التي أظهرها التقرير الوطني للطفولة الصادر في شهر مارس الماضي على غرار الانقطاع المدرسي والأطفال في خلاف مع القانون والتوتر النفسي.
وأفادت أنّ تونس تبنّت جملة من البرامج والتّدابير لصالح الفئات الأكثر هشاشة مثل النّساء والفتيات في الأوساط الرّيفية والنّساء ضحايا العنف والأطفال والشّباب وذوي الاحتياجات الخصوصيّة بكل فئاتهم وكذلك الأشخاص الأشدّ فقرا.
وأوضحت أنّه تمّ خلال العودة التربوية الحالية فتح الدفعة الأولى من رياض الأطفال العمومية من جملة 30 روضة عموميّة في المناطق ذات الأولوية والترفيع في عدد الأطفال المستفيدين من برنامج "روضتنا في حومتنا"، مشيرة إلى أنّه بفضل هذين البرنامجين تمّ تمتيع 8000 طفل تونسي جديد بحقه في التربية ما قبل المدرسية ليبلغ العدد الإجمالي 18 ألف طفل تتحمل الدولة مصاريف تربيته ما قبل المدرسية، إلى جانب الترفيع في عدد مكفولي الدولة المستفيدين من خدمات الإعاشة والمستلزمات الدراسية البالغ عددهم 6600 طفل تونسي.
وأكّدت آمال بلحاج موسى دعم الوزارة ومساندتها للمشروع النموذجي الهادف إلى تعزيـــــــز السياسات المحلية للأمن الحضري لفائدة لأطفال واليافعين، والعمل على تعميم هذه التجربة تدريجيا في جميع المنـــــــاطق الداخلية والبلديات الأقـــــــلّ حــظا لتذليل الفـــــــــــــوارق بين الأطفال في إطار تكريس مبدأ تكافؤ الفرص وبين مختلف الطبقات الاجتماعية ولتعمـــــــيم ثقـــــــــافة حقـــوق الطفــــــل.
وفي نفس السّياق، أبرزت الدّكتورة آمال بلحاج موسى أنّ العمل على تعزيـــــــــز منظومة الحقــــوق لفــائــــدة الأطفال وتدعيـــم المؤسسات المتعهّدة بهم والارتقــــــــاء بكـفـــــاءة العامــــــــــــلين في مجـــــــــال الطّفولة ينصهر في صميم السّياسات العموميّة للأمن الحضري والمحلّي كخــــــــطّة مستقــــبليّة مكـــــــرّسة لحقـــــــــوق الفــــــــرد ومــــــــــراعية لديمــــــــــومة الموارد الطبيعيّة، مستجيبة للهدف الحادي عــــــشر من أهداف التّنمية المستدامة، المتعلّق بجعل المــدن آمـــــنة ودامجة ومستدامة وصديقة للطّفـــــل، نابذة للعنف والإقـــــــــــصاء والتّطرّف، مكــــــرّسة للمشـــــــــــاركة في القـــــرار، مصالحة بين الوسطين الطّبيعي والاجتماعي ومساهمة في أجنــــــــــــــــدة وسياسات التّخطيط الحــــــــضري.
واعتبرت أنّ عملية تشريك الأطفال في تصريف الشأن المحـــــــلي وتنشئتهم على قيم التبادلية والعمل والعطاء والانتماء والتعايش والصمود تكـــــــــمُن في أهمــــــــــية النتــــائج المنتظـــــــرة وفي بلــــورة التصورات والمساهمات المشــــــــتركة حول كيفــــــــــية ادارة الخــــلاف والاختلاف وتيســــــير النفــاذ إلى الخدمات وتوحيد الرؤى المشتركة حول الــــــــــــــبرامج والخطط التنمويــة.
وأضافت في السياق ذاته أنّ الإطار الأمثـل لتدارس مثل هذه الأفـــكار وتـطارح الــــرؤى حول المشاغــــــل الحيــــوية للطفـــــل كالحماية الأمنـــــية والبيـــئية والصحية والــــتربويـــــــة والثقــافية والترفـــــيه والريــــاضية يكمن في فضـاء المجــلس البلـــدي للأطفــال، إلى جانب الندوات الفكريـــة وحلقات الحــــوار والنقــــــــــــاش سواء داخل المؤسسة العمومية أو برعـــــــــاية من المجتمع المــــــدني.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا اليوم الدراسي يهدف إلى بناء رؤية شاملة ومشتركة وتحديد الأولويات والرّهانات والأدوار التي يضطلع بها كلّ الفاعلين في مجال الأمن والحماية والسّلامة الحضريّة للأطفال واليافعين على الصعيد المحلي وليست الغاية من ذلك توحيد الممارسات في مختلف الأقاليم بل تثمين التجارب الرائدة في المجال وتبادل أفضل الممارسات فيما بينها.
ويندرج هذا اليوم الدّراسي في إطار شراكة وثيقة بين مركز الإعلام والتّكوين والتّوثيق والدّراسات لحماية حقوق الطّفل ومركز "جينيف لحوكمة قطاع الأمن" (DCAF) مكتب تونس، ترمي إلى إنجاز برنامج عمل يتعــــــــلّق "بتعزيـــــــز السّياسات المحليّة للأمن الحضري لفائدة الأطفال واليافعين" سيتمّ تنفيذه بأربـع (4) بلديّات نموذجيّة (سيدي بورويس من ولاية سليانة– طبرقة الجديدة من ولاية جندوبة – المرجى من ولاية الكاف – نابل).
كما يمثّل هذا اليوم الدّراسي فرصة للتّفكير المشترك وتبادل الآراء بين مختلف المشاركين قصد تحديد الرّهانات والأولويّات وضبط التّوجهات العامّة التي ترسمها السّلطات المحليّة في علاقة بمسائل سلامة الطّفل وأمنه في محيطه الأسري والاجتماعي.