تركّزت أشغال الندوة العلمية حول "العنف الأسري والعنف المجتمعي أية علاقة؟" التي نظمتها وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن أمس في إطار اليوم الوطني للأسرة على أربعة محاور أساسية تتمثّل في "بعض عناصر سوسيولوجيا العنف الأسري" و"الرؤية الاستراتيجية لمقاومة العنف الاسري والمجتمعي" و"العنف من الأسرة إلى المجتمع" و"سبل الوقاية من العنف داخل الأسرة".
وخلال الجلسة الأولى، أشار الدكتور صلاح الدين بن فرج في مداخلته حول " ثنائيّة الحب والعنف في العلاقات الزوجية: الخلفيات والأبعاد" إلى التفكير في العلاقة الرابطة بين مكوّن الحبّ كمدخل تأسيسي للعلاقة الزوجية في الأسرة الحديثة ومعطى العنف الزوجي. واعتبر أنه يتطلّب ذلك تحليل صيرورة العلاقات الزوجيّة والانتباه الى مختلف محطّاتها الفارقة استنادا الى ديناميكية العلاقات داخل الثنائي الزوجي القائمة على المفاوضة وتعديل الانتظارات الفرديّة والانخراط في التنازلات وصولا الى مرحلة تعطّل آليّات التعديل الممكنة والانتقال الى مرحلة استعمال العنف بمختلف أشكاله والذي غالبا ما تكون ضحاياه من النساء.
من جهتها، أكّدت الدكتورة درة محفوظ في مداخلتها حول "العلاقة داخل الأسرة وجندرة التربية الوالدية" أنّ النوع الاجتماعي هو انتاج مجتمعي ولا توجد جذور طبيعيّة للفوارق القائمة علىى النوع الاجتماعي.
وأبرز الدكتور محمد الجويلي، في مداخلته "الشباب من العنف الأسري إلى العنف المجتمعي" تطوّر الوعي بأهمية الفرد وتعدّد مسارات بناء الذات داخل الأسرة وغياب آليات الوساطة وتهاوي مؤسسات التنشئة السليمة ومؤسسات المرافقة.
ودعت السيدة سنية بن جميع في مداخلتها "العنف المسلّط على النساء في تونس، بين المقاربات السوسيولوجيّة والأطر المؤسّساتيّة" إلى ضرورة إعادة النظر في دور مؤسسة الأسرة ودورها في التنشئة والتعمّق في الموروث الثقافي قصد تغيير العقليات والسلوكات، وضرورة توحيد الرؤية في معالجة مسألة مقاومة العنف ضد المرأة.