أعلنت السيدة إيمان الزهواني هويمل وزيرة المرأة والأسرة وكبار السن اليوم الاثنين بالعاصمة، عن الإطلاق الوطني للمنصة الرقمية الإفريقية "50 مليون امرأة إفريقية تتحدث". ويهدف هذا المشروع الذي وقع إطلاقه منذ سنة 2019، إلى دعم المرأة الإفريقية في مجال ريادة الأعمال والتمكين الاقتصادي والاجتماعي من خلال توفيره منصة رقمية للربط بين رائدات الأعمال إلى جانب جملة من الخدمات المالية وغير المالية. وأكدت الوزيرة في افتتاح موكب الإعلان عن إطلاق المنصة الوطنية أن تونس ستسعى جاهدة إلى الإسهام في تنفيذ المحاور الاستراتيجية لأجندا الاتحاد الإفريقي لسنة 2063 من أجل التمكين الاقتصادي للنساء والشباب والأجندا الأممية لأهداف التنمية المستدامة 2030 إضافة إلى تجسيم الأولويات الوطنية لا سيما في مجال التمكين الاقتصادي للمرأة ودعم القيادة النسائية ومناهضة العنف المسلط على المرأة. وقالت السيدة إيمان الزهواني هويمل إن إطلاق هذه المنصة في تونس، يؤكد مجددا التزام تونس بتوثيق الروابط بينها وبين البلدان الإفريقية الشقيقة ويعزز حرصها على فتح أسواق جديدة بإفريقيا خاصة لفائدة النساء صاحبات الأعمال. وذكرت بأن تونس التي تمثل مفترق التجارة بين أوروبا والقارة الإفريقية كانت رائدة في مجال حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين منذ صدور مجلة الأحوال الشخصية سنة 1956 حتى صدور دستور 2014 الذي نص على أن "كل المواطنين والمواطنات لهم نفس الحقوق والواجبات وكلهم متساوون أمام القانون". وأفادت بأن تونس وضعت خطة وطنية للتمكين الاقتصادي للمرأة تشمل مشاريع ومبادرات هادفة للنهوض بالمبادرة النسوية وتحقيق نمو اقتصادي دامج ومستدام. وأشارت إلى أن برنامج دفع المبادرة الاقتصادية "رائدة" يعد أحد أبرز المشاريع التي شملتها الخطة الوطنية وكانت وزارة المرأة والأسرة وكبار السن أطلقته سنة 2016 "لتنمية المبادرة النسائية" وهو ما مكن من تحسين تشغيلية المرأة ومن إحداث أكثر من 4500 مشروع نسوي بمختلف جهات البلاد. وتشهد المرحلة الأولى من هذا المشروع تقييما دقيقا قبل الشروع في تنفيذ مرحلته الثانية التي من المنتظر أن تشمل قطاعات تنموية مجددة. واعتبرت الوزيرة أن إطلاق المنصة جاء في ظرف عالمي استثنائي حتمته جائحة كوفيد -19 التي تضررت من تداعياتها النساء في المقام الأول وهو ما يستدعي التفكير مليا في وضع تصورات جديدة لتعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة وتحفيزها على الريادة في مجال الأعمال من خلال تيسير نفاذها إلى معطيات سوق الأعمال وتدريبها على العمل في إطار شبكي ومواكبة آخر التطورات في مجال التكنولوجيا وقطاعات الإنتاج الجديدة. وتجدر الإشارة إلى أن منصة "50 امرأة إفريقية تتحدث " ليست مجرد سوق لعرض منتجات هؤلاء النسوة أو التواصل مع من يقومون بشراء هذه المنتجات فحسب، وإنما تمثل مركزا يتيح لفائدتهن المعلومات التي تمكنهن من الوصول إلى الخدمات المالية والتدريب على إدارة الأعمال ومحو الأمية المالية ويقدم لهن أيضا النصائح والإرشادات المفيدة في أعمال الاستيراد والتصدير. ويمول البنك الإفريقي هذا المشروع الذي تنفذه ثلاث مجموعات اقتصادية إقليمية هي السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (الكوميسا) ومجموعة شرق إفريقيا (EAC) والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ECOWAS) ليشمل بذلك 38 دولة.