تولّت الدكتورة آمال بلحاج موسى، وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن رفقة السيد Marcus Cornaro رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي والسيدة ريم فيالة، مديرة مكتب تونس لصندوق الأمم المتحدة للسكان، افتتاح أشغال ندوة حول "قراءة اجتماعية في بيانات الخط الأخضر والنتائج الأولية لدراسة محددات العنف الزوجي" التي نظّمها المرصد الوطني لمناهضة العنف ضد المرأة اليوم الأربعاء بالعاصمة في إطار الحملة الدولية 16 يوما من النشاط لمقاومة العنف ضد المرأة.
وأكّدت الوزيرة ضرورة تجاوز القراءة الوصفية السردية لأرقام الخط الأخضر 1899 للتبليغ عن حالات العنف ضد المرأة، والتعمّق في تحليل هذه الإحصائيات والبيانات من خلال دراسة الظاهرة من منظور اجتماعي سوسيولوجي يعكس واقع ضحايا العنف.
وبيّنت أهميّة الخط الأخضر باعتباره آلية مهمة للتعهّد بالنساء ضحايا العنف من خلال تقديم خدمات الإصغاء والتوجيه والإرشاد، حيث يتولّى فريق مختص تأمين عملية إرشاد المرأة المعنّفة وتوعيتها بحقوقها وتوفير الاستشارات النفسية والاجتماعية والقانونية.
وقالت الوزيرة إنّ الإحصائيات الأخيرة تفيد تلقي الخط الأخضر 15 ألف مكالمة، حيث كانت الزوجة هي الضحية بنسبة 99 بالمائة من الحالات والزوج هو القائم بالعنف بنسبة 77 بالمائة، مشيرة إلى ارتفاع منسوب العنف داخل الفضاء الأسري.
كما أعلنت، في تصريح إعلامي، عن إحداث مركز ايواء العنف في ولاية جندوبة في فيفري القادم بالإضافة إلى ثلاث مراكز إيواء الموجودة، في انتظار تركيز خمسة مراكز ايواء أخرى سنة 2022.
وفي جانب آخر، ثمنت الوزيرة التعاون الثلاثي المثمر بين الوزارة وبعثة الاتحاد الأوروبي وصندوق الأمم المتحدة للسكان في تنفيذ برنامج دعم المساواة بين النساء والرجال، وأعلنت عن تعزيز التعاون الثلاثي من خلال الانطلاق سنة 2022 في تنفيذ برنامج دعم الاندماج الاجتماعي لمدّة خمس سنوات.
كما تمّ خلال هذه الندوة تقديم دراسة محدّدات العنف الزوجي التي أنجزها المرصد، وبيّنت أبرز نتائجها أنّ العنف الزوجي قائم على النظرة الدونية للمرأة، وأنّ أسباب هذه الظاهرة تعود بالأساس إلى الفقر والهشاشة وخاصة الهشاشة الاقتصادية للنساء ضحايا العنف التي تمنعهن من الخروج من دائرة العنف، إلى جانب عدم المعرفة بالقانون الذي يؤدّي إلى عدم الولوج إلى القضاء والتبليغ عن العنف لدى المرأة المعنّفة والإفلات من العقاب بالنسبة للمعتدي.
وفي قراءة اجتماعية لبيانات الخط الأخضر 1899 من شهر جانفي إلى نوفمبر 2021، أكّدت الدكتورة فتحية السعيدي، تطور المكالمات الواردة على الخط الأخضر من شهر إلى آخر، وارتفاع نسبة العنف المسلط على النساء داخل الفضاء الأسري.
كما أفادت في السياق ذاته أنّ الفئة العمرية بين 20 و59 سنة من النساء هي الفئة الأكثر تعرضا للعنف وهو ما يبيّن أن العنف موجود في الفضاء الأسري وفي العلاقات الزوجية.