أشغال الندوة الفكرية ” العنف الممارس ضد المرأة بين سطوة المتخيل وضغط الواقع”: ضرورة الاعتماد على مقاربة النوع الاجتماعي وتوثيق قصص مقاومة النساء للعنف

ركزت الندوة الفكرية حول "العنف الممارس ضد المرأة بين سطوة المتخيل وضغط الواقع" التي نظمتها اليوم الثلاثاء وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن في إطار الحملة الدولية 16 يوما من النشاط لمقاومة العنف ضد المرأة، على أهمية المخيال الاجتماعي ودوره في التمثلات والممارسات ومدى أهمية الاعتماد على المخيال الرمزي في تفكيك ظاهرة العنف.

وقد تم خلال هذه الندوة تقديم أمثال تونسية شعبية تجسد العنف المبني على النوع الاجتماعي وذلك من خلال مداخلة الباحثة نورة البرينصي، التي بينت من خلالها أن الأمثال تحتوي طاقة رمزية وتأثيرية.

وفي مداخلتها حول "السلطة وهشاشة النوع الاجتماعي" أفادت الأستاذة إقبال الغربي أنّ أفراد المجتمع لا يتمتعون بنفس القدر من الرفاه والسلطة في جميع المجتمعات ولا يملكون نفس القدر من الرأسمال الاقتصادي والثقافي والرمزي، مؤكدة ضرورة الاعتماد على مقاربة النوع الاجتماعي كأداة لدراسة توزيع السلطة. وبيّنت الأستاذة في السياق ذاته أن نظرة الآخر تساعد في تحديد شخصية الفرد وبنائها.

وقدمت الباحثة الشابة خديجة السويسي مداخلة حول "التطبيع مع العنف في برامج الواقع "، حيث قامت بتحليل عينات حلقات برنامج "عندي ما نقلك" نظرا لتأثير هذا النوع من البرامج على الأسرة بصفة خاصة والمجتمع التونسي بصفة عامة، وقد بينت استغلال الإعلام للمرأة وتكريسه للعنف ضدها واعتباره "فعلا طبيعيا" ومقبولا اجتماعياً لغاية تحقيق نسبة مشاهدة عالية.

 

وأبرزت الأستاذة هندة عرايبي في مداخلتها حول "الباحثة التونسية، من الريادة إلى الإقصاء" حجم العنف والاضطهاد الكبيرين المسلطان على بعض النساء الباحثات في العديد من مجالات البحث.

ولم تقتصر الندوة على تحليل ظاهرتي العنف المادي والمعنوي المتجسدتان في الواقع، بل تمت الإشارة إلى العنف الرقمي من خلال مداخلة الباحثة أميرة اليعقوبي حول "العنف السيبرني على النوع الاجتماعي في تونس" التي أشارت إلى انتشار هذه الظاهرة بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة تزامنا مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، حيث فسحت المجال للاعتداء على حرمة الغير بالسب والشتم والقذف تحت سقف "حرية التعبير".

كما درست الباحثة مختلف مواقع التواصل الاجتماعي وبيّنت أنّ العنف بمختلف أشكاله  مسلط على النساء عبر هذه المواقع .

واختتمت الأستاذة آمال قرامي أشغال الندوة بمداخلة حول "المقاومة النسائية: في أشكال التصدي للعنف المبني على النوع الاجتماعي" حيث رصدت أشكال التصدي النسائي ووسائل الصمود والمقاومة للعنف المبني على النوع الاجتماعي، وبينت أن النساء قادرات على رفض الضعف والانكسار والخضوع الكلي لبنى المهيمنة والانتقال من موقع الضحية إلى الفاعلية وذلك بتجاوز الصدمات والتعصب الجنسي وكل أشكال العنف المسلط عليها.

وقالت إنّ النساء تعتمد أشكال متعددة من الممارسات للتصدي للعنف المسلط عليهن ـ وهو ما يجعلهن يمارسن ضغطا ساهم في تطوير التشريعات وانتزاع حقهن في الحياة والاحترام والكرامة، ودعت في السياق ذاته إلى ضرورة عدم تهميش قصص النساء المعنفات وتوثيق صمودهن.