افتتحت السيدة أسماء الجابري وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ صباح اليوم الاثنين 17 نوفمبر 2025 بمركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة أشغال ورشة العمل التي تنظمها الوزارة حول الخطّة الوطنيّة للتوعية من العنف ضد النساء والفتيات بما في ذلك في الفضاء الرّقمي، وذلك بحضور السيّدة ريم فيالة، ممثلة مكتب صندوق الأمم المتّحدة للسكان بتونس والسيّد ماسيميليانو ميسي، ممثّل بعثة الاتحاد أوروبي بتونس.

وأكّدت الوزيرة في كلمتها الانطلاق في مسار إعداد الخطة الوطنيّة منذ سنة 2024 في إطار برنامج "آمنة" من أجل استجابة كاملة للحدّ من العنف المسلّط على النساء والفتيات وترسيخ القيم، معتبرة أنّ هذه الخطّة الوطنيّة تعدّ حلقة جديدة في مسار تشييد مجتمع آمن ومتوازن ينبني على التنشئة السليمة والحوار البنّاء، وداعية إلى توحيد الجهود لتنزيلها بالسياسات والبرامج لا سيّما مع انطلاق تنفيذ مخطط التنمية 2026- 2030.

وبيّنت الوزيرة أنّ هذه الورشة هي تواصل عمل مستمر لبناء مسار النهوض بحقوق المرأة وحمايتها من العنف منذ وضع الاستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضدّ المرأة وتحيينها سنة 2021 بما يتلاءم مع مقتضيات القانون الأساسي عدد 58 لسنة 2017 المتعلّق بالقضاء على العنف ضد المرأة وذلك عبر تطوير مقاربة تشاركية تولي أهمية للبعد الوقائي وضرورة تغيير السّلوكات والممارسات وترسيخ القيم الحقوقية واحترام الذات الإنسانية بدءا من الطفولة إلى اليافعين ووصولا إلى الشباب وكبار السنّ.

وذكّرت السيّدة أسماء الجابري بتركيز الوزارة منذ نوفمبر 2024 مسار قوامه الوقاية والحماية لمختلف الفئات المجتمعيّة بهدف إرساء تنشئة اجتماعيّة سليمة وآمنة تقوم على التربية على السلوك الإيجابي وتغيير العقليات ونشر قيم المشاركة والاحترام المتبادل والعيش المشترك وتحقيق التّماسك الأسري ودعم صمود الأسرة أمام الأزمات والتحدّيات وفق مقاربة تشاركيّة على المستويين الوطني والجهوي من مختلف الفاعلين من وزارات وجمعيات ووسائل إعلام.

كما بيّنت الجهود المشتركة المبذولة من قبل مختلف المتدخلين من الهياكل الحكوميّة والجمعيات منذ صدور القانون الأساسي عدد 58 لسنة 2017 لتحقيق جملة من النتائج على المستويات القانونيّة والمؤسساتيّة والبرامجيّة وأبرزها تركيز المرصد الوطني لمناهضة العنف ضدّ المرأة والتنسيقيات الجهوية وتقريب الخدمات الجواريّة وتوفير الخطوط الخضراء المجانيّة.

وتمّ خلال هذه الورشة عرض أهداف الخطّة الوطنيّة للتوعية من العنف ضد النساء والفتيات بما في ذلك في الفضاء الرّقمي والمنهجيّة المعتمدة ومبادئ التدخّل ومحاورها الستّة المتمثّلة في الوقاية والتوعية وتكريس ثقافة المساواة واحترام الحقوق وتعزيز قدرات الهياكل الحكومية والنسيج الجمعيّاتي الناشط في المجال وتحسين سبل وآليات التكفل والتعهّد بالنساء ضحايا العنف، إلى جانب تشجيع التعاون والعمل المشترك بين مختلف الفاعلين وتطوير سياسات تعليميّة تثقيفيّة تؤسس لقيم المساواة وحماية حقوق الانسان ووضع منظومة متابعة وتقييم.

ويركّز المشاركون أشغالهم لتحديد الكلمات المفاتيح والرسائل التوعويّة حسب القنوات التواصليّة وتوحيد الخطاب وأوجه التعاون والتشبيك.